أتصالح مع الأفكار التي تخطر على بالي فجأة وأحولها إلى واقع. على سبيل المثال، باغتتني اليوم فكرة تحضير شاي بالنعناع غير المحلى. فقمت بإعداده على الفور. أعلم أنه في بعض الأحيان أشعر بالكسل الشديد لدرجة أنني لا أستطيع رفع الوسادة عن حضني أثناء الجلوس بشكل مريح، أو حتى غلي الماء، أو الذهاب إلى المتجر لشرائه. ففي الثلاجة يكون نفد صندوق النعناع. المهم ألا أدع الفكرة تخطر ببالي مرة أخرى، لأنني في النهاية سأشربه بأشهى الطرق. عودة الفكرة مرة أخرى تعني أن الرغبة قوية ولا داعي لتأجيلها. فكرة واحدة لا أستطيع التصالح معها، تجاوزها، أو نسيانها، ولو للحظة واحدة. فكرة تأتي على شكل رغبة عارمة في رؤيتك واحتضانك، وماتبتغيه النفس في لمسك. كل يوم عندما تشرق الشمس، قبل أن أنام، أو عندما أستيقظ فجأة في التاسعة صباحًا تقريبًا.. تخيلي أنني أفتقدك بشدة، في ضحى النهار، حيثُ الشمس تطرح أشعتها على الزوايا، وفوق الأرائك، وفي الأرضية ذات البلاط كحلي اللون. في تلك اللحظة أود أن أفتح بابي وأركض إلى منزلك إلى غرفتك تحديداً، وأراك وأنت نائمة. أرى اللحاف ملقى على حافة السرير، بعيداً عنك، فأغطيك به، أقبل جبهتك وخدك، وأمرر يدي على شفتيك ثم ألثمك وبعجلةٍ مني أهرول من حيثُ جئت، إلى منزلي لأنام. أقاوم هذه الرغبة بشتى الطرق، ثم أجد نفسي أعاني كلما تبادرت إلى ذهني هذه الفكرة. أنهار إلى جزيئات، كل جزء مني يكافح من أجل البقاء في حياة خاوية تفتقر إلى وجودك. كلما بزغت الشمس كنتِ خيوطها وكلما غفيتُ كنتِ كل أحلامي.