حبيبتي
لقد أمضيتُ سنين من عمري في ضياع وتيه، أكدح في عباب متاعب حياتي، وأتقلب
وفق مجريات قدري،
أشعر في مرات كثيرة بالتعب، والإرهاق، وتحتضنني الوحدة، ما أبشع هذه المفردة،
لها وجة شاحب، ويدان تؤلمان وتقيدان كل من تتشبث به.
في اللحظة التي دخلت خطاك حياتي، تحررت، ودعت الوحدة، نظرت إليها نظرت
وداع، رأيتها تتجزأ إلى جزيئات صغيرة،
تتلاشى، تختفي للأبد ربما لناسٍ آخرين.
إني أراك كل النساء، وأمشي متبخترًا كأن
كل الأراضي أرضي، وإني لأرى السماء
بطقوسها فاتنة، فكلما كان الطقس مشمس، شعرتُ بجواركِ بظل ظليل، وما إن
امتلأتْ السماء بالغيوم، تحدثثُ إليك لتمطر عندي قبلهم.
اعلمي أن دلالكِ، وحنيتكِ هما من يعيدان ترتيب أوضاعي، يذيبان جليدًا من أحزاني،
يفتتانِ الكثير من همومي، يدسانِ خلفهما غيرة جليلة، تطحنُ قلبي كلما أوشكتُ على
ارتكاب الحماقات. دائما أراني أعود إليك بنصف وعي، فنصفه الثاني، جن جنونه
معك، فأنتِ لا تتواني عن خلق المشكلات، وتكبير الصغائر، ثشاغبين كثيرا، ورغم ذلك
وبعد كل ما تفعلينه، تضحكين، بضحكة تشبه قطع الحلوى المذابة بالفم، كأن
شيئا لم يحدث، كأنك كنت فقط تلهين.
إني مغرم بك حد المجنون بكل تفاصيلك، أشتعل غيرة لأجلكِ، وإني أنافسكِ بها
وأجزم يقينا على ذلك.
يا حبيبة العمر، صديقة أيامي
أريد أن تقرأين بعضًا من شعوري، فحاشا لله أن يكتب جل الشعور وأن يشبع في
أريد أن نكون سويًا على مر السنين،
أن تكوني سفينتي وأكون قبطانك
لا أحد يعرف الوجهة سوانا، ولا الدفة تتحرك بسهولة مع غيري، أن تكوني لي
وحدي، وأكون لك،
أريد أن تعودي إلي مهما اختلفنا، كضرورة أن تعود الشمس لسطح السماء بعد
غروبها.
أما أنا سأظل أعود مثلما يعود الغريب لوطنه
ِقبلي، كنتِ وطن مجهول، جئتُ لأحتلك وشعرتُ أن احتلالي لك غير كاف.
أحبكِ.
- من راكان